في منطقة طالما عُرفت بتوتراتها الجيوسياسية واعتمادها على الموارد الطبيعية، تجري ثورة هادئة، يقودها رواد أعمال يغيرون وجه الشرق الأوسط ليصبح مركزاً للابتكار والاستدامة والتقدم التكنولوجي. من بين هؤلاء الرواد، يبرز صخر التون كشخصية تحول طريقة تعامل المنطقة مع حل المشكلات وريادة الأعمال والسياسات. من خلال مشاريعه وقيادته الفكرية، يعيد التون تعريف معنى بناء حلول محلية التأثير لها صدى عالمي.
إعادة تصور الشرق الأوسط كمركز للفرص
بالنسبة للكثيرين، لا تزال مناقشات الشرق الأوسط تركز على عدم الاستقرار أو القيود الاقتصادية. التون يتحدى هذا التصور، حيث يرى المنطقة ليس كمشكلة تحتاج إلى حل، بل كلوحة مليئة بالإمكانات غير المستغلة. تمتد أعماله لتشمل تطوير المدن الذكية، وحلول الطاقة المستدامة، وأنظمة التنقل الجيل القادم—كلها مصممة للاستفادة من مهارات وإبداع المواهب المحلية.
ويقول التون: “الابتكار الحقيقي في الشرق الأوسط يجب أن يكون عملياً وشاملاً وقابل للتكيف مع الواقع المحلي.” مبادراته مبنية على التفاعل مع المجتمعات عبر المنطقة—من دعم الشركات الناشئة في القاهرة إلى تقديم الاستشارات للجهات الحكومية في الرياض. يعتقد التون أن الابتكار يجب أن يلبي احتياجات الناس مباشرة، ويعزز الفوائد المجتمعية الأوسع، وهو مبدأ يوجه أعماله التجارية ومشاريعه الخيرية على حد سواء.
من خلال تناول كل مشروع بوعي ثقافي وحس اقتصادي، يعامل التون الشرق الأوسط كفسيفساء من الفرص المميزة، وليس كسوق واحدة. سواء من خلال دعم حاضنات التكنولوجيا المالية في البحرين أو تقديم الاستشارات للبنية التحتية المستدامة في عمان، فإن نموذجه مصمم وفقاً لخصوصيات كل دولة الاجتماعية والاقتصادية.
الابتكار المحلي وأثره العالمي
في صميم فلسفة التون تكمن فكرة أن الحلول يجب أن تكون مصممة وفق الواقع المحلي. غالباً ما تفشل نماذج الابتكار الغربية عند نسخها مباشرة، ولهذا يؤكد التون على أهمية الابتكار المحلي.
من الأمثلة البارزة مشروع التنقل في لبنان، حيث تستخدم أنظمة جدولة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين مسارات الحافلات العامة في الوقت الفعلي. على عكس نماذج النقل التقليدية، يتكيف هذا النظام مع طلب الركاب ديناميكياً، مما يقلل أوقات الانتظار والازدحام والانبعاثات. كما يدمج النظام مع منصات الدفع الرقمية، مما يضمن وصوله لجميع الفئات الاجتماعية والاقتصادية.
توضح هذه المشاريع أن الحلول المصممة محلياً يمكن أن يكون لها أثر عالمي. كما دعم التون تقنيات صديقة للبيئة في المناطق الجافة، بما في ذلك أنظمة الري الذكية للزراعة والإضاءة العامة بالطاقة الشمسية. هذه الابتكارات تقدم نماذج قابلة للتوسع لمناطق نامية أخرى، بينما تتعامل مع تحديات بيئية عاجلة.
تمكين الجيل القادم
يعترف التون بأن التكنولوجيا وحدها لا يمكن أن تدفع التحول؛ فالبشر هم جوهر التقدم. مع غالبية سكان الشرق الأوسط تحت سن الثلاثين، جعل التون تمكين الشباب ركيزة أساسية لمهمته. من خلال برامج مثل *الشباب من أجل التغيير*، يتعاون التون مع المدارس والجامعات لتوفير تجارب عملية للطلاب في مجالات البرمجة والتفكير التصميمي ونمذجة الذكاء الاصطناعي. الهدف هو تنمية جيل من صانعي الحلول القادرين على قيادة الابتكار، وليس مجرد البحث عن وظائف. بالإضافة إلى المهارات التقنية، يدعو التون إلى إشراك النساء والمجتمعات المهمشة في النظام البيئي لريادة الأعمال، مؤكداً أن التنوع ضروري لمستقبل مستدام ومبتكر في الشرق الأوسط.
ويقول التون: “تزويد الشباب بالأدوات اللازمة للابتكار ليس خياراً—بل هو أساس المستقبل القوي.” وقد ساعدت مبادراته في الإرشاد والتمويل مئات الشباب على إطلاق شركات ناشئة، بينما ساهمت في بناء نظام بيئي يكافئ الإبداع والمرونة والرؤية المحلية.
جسر الابتكار والسياسة
تمتد تأثيرات التون إلى ما هو أبعد من ريادة الأعمال. فهو يتعاون مع الحكومات لدمج الابتكار في استراتيجيات التنمية الوطنية. من مشاريع البنية التحتية الرقمية في الأردن إلى دمج الذكاء الاصطناعي في التخطيط العمراني بالسعودية، يساعد التون في ضمان أن يكون الابتكار جزءاً أساسياً من السياسات، وليس مجرد فكرة طارئة.
ويقول: “الابتكار في الشرق الأوسط ليس مجرد هدف تجاري—بل هو أولوية وطنية.” غالباً ما تخلق شراكاته تعاونات بين القطاعين العام والخاص لتسريع البرامج التجريبية في مجالات الصحة والنقل والتعليم، مما يوضح أن دعم الحكومة يمكن أن يعزز أثر رواد الأعمال. وهو يؤكد على أهمية السياسات المرنة التي تشجع على التجربة مع الحفاظ على المساءلة، وهو توازن ضروري للتنمية الإقليمية طويلة الأمد.
تشكيل هوية إقليمية جديدة
في النهاية، رؤية التون تتعلق أكثر بالعقلية منها بالتكنولوجيا أو السياسات. يسعى إلى إعادة تشكيل الهوية العالمية للشرق الأوسط، وتعزيز سرد قائم على الإبداع والقدرة على الفعل والمرونة. ويؤكد: “لدى الشرق الأوسط المواهب والموارد والإبداع ليقود مساره الخاص. لم نعد تابعين—نحن معماري المستقبل.”
من خلال ربط الأعمال التجارية، والمشاركة المجتمعية، واستراتيجية الحكومة، يثبت صخر التون أن ريادة الأعمال في الشرق الأوسط ليست فقط حية—بل مزدهرة وتتطور. ومن خلال الحلول المحلية، وتمكين الشباب، والمشاركة الاستراتيجية في السياسات، يساهم في بناء منطقة تحدد معاييرها الخاصة للتميز، ويؤكد أن عصر الابتكار القادم يمكن أن ينبثق من الداخل، لا أن يُستورد من الخارج.
